الأحد، 24 مارس 2013

رسالتي


في نفس الميعاد من كل يوم يستيقظ ذلك الشاب الذي يسكن في بيته المتواضع في تلك القرية الفقيرة في نشاط

رغم تشابه ايامه فهي في نمط واحد ورغم هذا لديه عزيمة وهمه يبدأ بها يوم أمل جديد يكاد يكون علي يقين انه

اليوم الذي يغير حياته حيث يبدل ثوبه ويخرج في صباحه والشمس تشع ضوئها الخافت ليقل مواصلة لتلك المدينة

التي يتبعها يدفع فيها بعض القروش تمر عليه وكأنه يدفع الاف الجنيهات لضيق حاله حتي يصل وقد ارتفعت الشمس

قليلا وبدأ ضوئها يزيد ويقوي واذا بالناس تملأ الطرقات يري فيها وجوه تختلف كل يوم يجمعها لمحه الضيق والبؤس

ذلك البؤس المرسوم علي وجوههم يكاد يدب في قلبه بعض الاكتئاب ولكن سرعان ما يزول فقط لانه يبتسم حتي

يرسم لنفسه طريق امل ...... وعلي غير المعتاد اذا يجد طفل صغير تكاد عيناه تجف من كثرة البكاء ولا يعبأ به أحد من

الماره فتعجب الشاب ألهذا الحد نضبت الرحمة من قلوب الناس !!!!! فاذا به يأخذه اليه يسأله ألك أم ؟؟؟ ألك أب

؟؟؟؟فصمت الطفل للحظات حتي انفجر في البكاء حيث يصعب السيطرة عليه ثم بدأ يهدأ تدريجيا ويتلفظ بكللمات غير

مفهومة فسرها الشاب بأن اباه وأمه قد ماتا اخذت دموع الشاب تنزل وتلمع في ضوء تلك الشمس الملتهبة وأخذ

بيده في طريقه المعتاد الي عمله ذلك في اعلي المدينه حيث توجد تلك الورشة القديمة المتهالكة في أعلي اطراف

المدينه فأجلسه معه وبدل ملابسه وشرع في عمله وقضي يومه وتلقي اجره الزهيد وأخذ رفيقه الي تلك الحديقة

الت اعتاد الذهاب اليها في نهاية كل يوم يمر عليه يقضي فيها فتره لا تتعدي الدقائق لكنها تشعره انه اغني من في

الارض باحساسه ورضاه حيث مر بذلك البيت الذي اعتاد النظر اليه في كل مرة يذهب للحديقة الذي تسكنه تلك

التي رأها صدفة في جموع المارين بطرقات المدينه وقت زحامها ومر الوقت وعاد لبيته يقل تلك المواصلة ويدفع

نفس القروش وفي رفقته ذلك الطفل  ويدخل البيت ذلك الكوخ الصغير غير المأهول بساكنيه الا هو .......... نعم ذكره ذلك

الطفل بطفولته حيث كان حوله أمه وأبيه قبل زمن طويل قبل أن يفقدا حياتهما في حادث هز القرية بأكملها لطيبة

قلبهما وودهما ....... فأطعم الطفل من طعامه وطمأنه حتي شرع في نومه ونام الشاب حتي استيقظ ليعيد نفس

يومه المألوف زاد عليه توصيل ذلك الطفل لمدرسة القرية فقد قرر أن يكفله ولا يبخل عليه من ماله الذي لطالما ادخره

ليتزوج من تلك الفتاة ساكنة البيت ودعا أن يخلفها ربها خير منه وكان ذلك الطفل يكبر أمام عينيه فيري فيه نفسه

وكان مجتهد في دراسته في مدرسة تلك القرية ومنها الي مدرسة المنيا حتي دخل الجامعه وسكن بقربها حيث

رفض صاحبة الاكبر أن يعيش هناك ويترك القرية التي قضي فيها حياته وافترقا لاول مرة ...... وفي اول ليالي الفراق

اذا صاحبه الاكبر تصيبه حمي شديده جعلته اسير فراشه وحين اشتدت عليه ظن انها أخرته وأخذ يتذكر ذلك اليوم حين

رأي الطفل ويتذكر تلك الدموع التي رأها في وجه الطفل تذكر اليوم بكل تفاصيله وبدأ يفكر فقد كنت في كل يوم

علي يقين أنه سيغير حياتي نعم انه ذلك اليوم الذي غيرها ويتذكر ذلك البيت الذي تقطنه تلك الفتاه التي أسرت

عيناه ف ذلك الزحام الشديد وضحي بذلك لأجل ذلك الطفل لأجل تلك العيون الدامعه في وضح النهار دون أن يعبأ بها

أحد كي لا تتكرر مأساته أمام عينه مرة أخري لأجل هذا ضحي بذلك الحب الذي لم يبدأ بعد بتلك الفتاة التي خطف

نظرها أيضا وكانت تنتظر مروره أمام بيتها كل يوم في وقت الغروب وراء شرفتها تلاحظ  ترقبه عسي أن تجمعهما

صدفة أخري ..... تلك الايام الصعبة مرت أمامه في بضع لحظات ويبكي ويقول نعم عشت علي أمل يوم يغير حياتي

هو ذلك اليوم حتي عجز عن النطق وفارت روحه جسده ومات نعم مات وترك رفيقه بعد أن اشتد عوده وعرف بموت

صاحبه وبكي تلك الدموع التي بكاها من قبل حين فقد والديه وكأن القدر أبي الا ان يقول كلمته مرتين في حياة ذلك

المسكين وظنها نهايته ومرت الايام وامتهن حرفة ليكمل دراسته حتي اكملهاثم عاد لبيت صاحبه في تلك القرية

الفقيرة الغنية بأهلها ليسكنه وكان من حين لأخر ينزل المدينه يبتاع متاعه ويرجع ........ واحد المرات اذا به من دون

المارة بكثرتهم نظر بعين لا تبالي يخطف بصره فتاة تحمل متاعها وتسير في المدينه وظل ناظر لها حتي أحست

ونظرت اليه وارتسم علي وجهها شبه ابتسامه هزت أركانه وفي يوم قرر يتبعها حيث تسكن بعد أن قرر يتقدم

لخطبتها وجهز المال الكافي ليطلبها فاذا هي تمشي حتي أعلي المدينه في طريق تلك الحديقة التي طالما جائها

صاحبه والتي شيد علي ارضها ذلك القصر الفخم وذهب لذلك البيت فاذا به يحس انه رأي ذلك البيت من قبل ولم

يكترث ودخل فاذا به يقابل أمها ويرحب بها وسأل عن والدها فأجابت أنه توفي قبل ولادة ابتنها الجميلة فاذا به يحكي

عن حياته وعن صاحبه الذي كفله ويصفه واذا بالام عيناها تلمع بالدمع وتزداد دهشتها وتذكر هذا الشاب ان صاحبه

كان دوما تتباطئ خطواته امام ذلك البيت ويترقب في صمت كأنه يتنظر شئ يثق بأنه سيحدث ولم يكترث وأكمل

حديثه ويزيد في صفات صاحبه حتي حجبت الام دموعها ودهشتها بعد كل صفة يرسلها رفيقهوتكتم أمامه ذلك الحب

الذي لم يدم بضع لحظات حتي تلفظت بكلمات غير مفهومة ووافقت سريعا علي الزواج وانتهي يوم الزفاف وذهبت

ابتها لزوجها واذا تعود لبيتها لتقضي ليلتها والا انها قد اصيبت بالحمي الشديده فتتذكر ذلك الشاب الذي ضحي بكل

شئ لرفيق ابتها  وقد كان اوشك ان يكون رفيقها في دنيتها في ذلك اليوم كتبت لابنتها رساله توصيها بزوجها فقد

تربي في كنف من كان سيكون والدها ولكنها الاقدار وانتهت تلك الحيوات في لحظات متشابهه فقد

عاشا علي أمل وماتا  في أجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق